غزّة/ جمعية الدراسات
منذ أن تعرض الوطن الفلسطيني للغزو الخارجي وللاحتلال لم تغب المرأة الفلسطينية عن ساحة النضال والتضحية بأغلى ما عندها، بدأ من ذاتها وحريتها ومرورًا إلى بيتها الذي دمره الاحتلال وزوجها وابنها وابنتها وكل شيء.
عملت كشريكٍ حقيقي في معركة الحرية والتحرر، ولم تكن تنتظر مقابل ذلك ألا وطنًا حرًا وشعبًا سعيدًا وعدالة للجميع، كانت فلسطين هي المنطلق والهدف لها، فمثلت قوة كبيرة في سجون الاحتلال بوحدتها الرائعة التي جسدتها كل نساء فلسطين من مختلف التيارات السياسية.
فلم يظهرن أمام المحتل إلا كفلسطينياتٍ، وبقين على نفس السلوك بعد التحرر من الأسر؛ فكلهن أسيرات في السجن عدوهنّ واحد، هو الاحتلال الصهيوني، وبعد الأسر هنّ أسيرات محررات فلسطينيات، من الصعب التمييز بالانتماء بينهن، فقط يعرفن عن أنفسهنّ "مناضلات فلسطينيات".
وحتى نعيد لهنّ الاعتبار، كان لزامًا علينا في جمعية الدراسات النسويّة أن نوثق هذه التجربة الرائدة للتعريف بمناضلات أفنينّ حياتهن من أجل فلسطين، لا شيء سوى الوطن والشعب .
لذلك سيكون هذا الدليل بداية الحكاية النضالية لجيش المناضلات الفلسطينيات
د. مريم أبو دقة
1. السيرة الذاتية لـ د/ مريم أبو دقة
ولدت بفلسطين/ قطاع غزة/ محافظة خان يونس/ عبسان الكبيرة بتاريخ 23/7/1952م.
نشأت وترعرعت في أسرة تتسم بالتنوع الوطني، كان والدها من ملاك أراضٍ زراعية، صادر الاحتلال القسم الأكبر من أراضيهم، أمّا الأمّ؛ مصرية ناصرية الاتجاه، وهي الزوجة الرابعة لوالدها..
تركت نكبة ألـ 48 أثرها على العائلة بعد سلب أراضيهم؛ وذلك فقدان الوالد الحياة التي تعود عليها في فلسطين التاريخية، ظلت ذكرى الاحتلال البغيض منغص كبير للوالد، حتى عكس ذلك على سلوكه وقصصه للعائلة والأبناء.
وكانت الأم تحاول إبراز صورة الشعب المصري ونضاله في طرد الاستعمار الانجليزي أمام بناتها لتشعر بفخر انتمائها لذلك الشعب.
في هذا الجو المفعم بقصص البطولة والنضال والتحدي، نشأت مريم متشربة مشاعر الغضب على الاحتلال وحبّ الوطن بلا حدود، كما أنّ شعورها بظلم المجتمع للمرأة منذ الطفولة، الذي لاقته والدتها لعدم إنجابها إلا صبي واحد مقابل ثمانِ إناث، ليكون لقب " أم البنات" كوصمةِ عارٍ، دفعها للتفوق في الدراسة والعمل لإثبات أن المرأة ممكن أن تكون أفضل من الرجل، فتمردت على الواقع السلطوي، وبدأت نشاط ملفت في المدرسة بالإضافة إلى نشاطها الوطني، وكتابة الشعر، الإذاعة المدرسية ….إلخ
مراسلة الرؤساء ( جمال عبد الناصر) ( أحمد الشقيري (
أعطت المراسلات مع الرؤساء العرب للدكتورة مريم زخمًا وشعورًا قويًا، حيث تميزت بين زميلاتها بشخصيتها القيادية وتميزها الواضح، إلى أن جاءت حرب 1967م وسقوط قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي، كانت حينذاك في المرحلة الإعدادية..
قلبت حياتها وقتئذٍ رأسًا على عقب، فكان كل الخوف متمثل في وجود حشرة الاحتلال، حتى نصبت أمامها هدفًا واحدًا، هو مقاومة تلك الحشرة التي تتمدد في أرضها.
بدأ التحول حينما حجزتها قوات الاحتلال الصهيوني في قاعة الامتحان مع بدء العدوان، ومكثت سبعة أيام مع عددٍ من الطالبات وأصحاب البيت المجاور للمدرسة، حتى سيطر العدو على القطاع، رأت لأول مرة ماذا يعنى جندي الاحتلال المدجج بالسلاح المرعب فزاد غضبها عليهم.
انتمت لصفوف الثورة الفلسطينية من خلال الجبهة الفلسطينية لتحرير فلسطين، فكانت بنت أول مجموعة عسكرية للشهيد جيفارا غزة في جنوب غزة، وكانت أول مطاردة، ومن أوائل المعتقلات وأول مبعدة من قطاع غزة إلى الأردن، حيث نظمها إلى الجبهة ابن أختها "جميل" والذي كان ينتمي إلى حركة فتح، عملا سويًا ضمن العمل الفدائي المشترك.
كان عمرها لا يتجاوز الـ15 سنة، تدربت على كل الوسائل النضالية سرًا حتى لا تلفت انتباه أحد، وبنفس الوقت أرادت أن تثبت للجميع أن الفتاة الفلسطينية كما هو زميلها الرجل تستطيع عمل كل شيء؛ بل ويمكن أن تتفوق عليه..
هكذا؛ عُرفت مريم أبو دقة بنشاطها الوطني العام في نطاق المدرسة والمسيرات الوطنية، وتعرضت للاعتقال أكثر من مرة بسبب ذلك، وفي كل مرّة كان والدها يخرجها بكفالة، حتى أن أحدًا لم يخطر بباله أنها ضالعة في عملٍ أصعب من ذلك.
مارست عملها في كتائب جيفارا غزة العسكرية، تهدد العملاء، تجمع تبرعات لأسر الشهداء والمعتقلين والنشاطات المطلوبة كافة بحماسٍ عالٍ.
وفي إحدى المرات، في موسم جني البرتقال، عرفت مريم أن أهل القرية حصلوا على نقود لضمان المحصول، فذهبت مع مجموعةٍ من الفدائيين لوالدها في منتصف الليل تطلب تبرع، استجاب لهم والدها، ووعدهم بالمزيد دون أن يكتشف أن ابنته معهم..
عندما سألته في اليوم التالي، كان متأثرًا حيث قال لها:" حزنت كثيرًا على الفتاه الصغيرة التي معهم"، فأخذت تجس نبضه "لو كنت معهم" فانتفض رافضًا الفكرة " يا بنتي أنا ساعدتهم وراح أساعدهم، أنت لا علاقة لك بهذه المواضيع"، كان ردّه.
وبعد فترةٍ وجيزة، خرج مناضل من كتائب جيفارا من السجن، وبلغهم أن الاحتلال يبحث عنها، مما دفع والدها لإخفائها في كرم اللوز الواقع على الحدود مع أرضي 1948م..
اختبأت مريم شهرًا كاملًا مع أختها الصغيرة، وكان والدها يجلب لها الطعام، حتى جاء اليوم الذي عادت فيه إلى المنزل لحضور خطبة أخيها، وأثناء التحضير طوّق الاحتلال المنزل، وانتشروا في البيت..
جاء صوت الأم لمريم عاليًا هذه المرّة "لا تعترفي على أحد، وإلّا ستكونين خائنة لشعبك والوطن"، هجم الجنود على البيت وفتشوه بشكلٍ جنوني، الأوراق تعرت ورقة ورقة، وحينما خرجت مع الجنود، كان هناك ستة دبابات عسكرية بانتظارها، الناس على جوانب الشوارع غاضبة، تحولت حفلة الخطبّة إلى هجومٍ همجي لاحتلالٍ صهيوني..
منع الاحتلال مريم من زيارة الأهل لمدة ستة شهور، وكان التحقيق الوحشي الذي تعرضت له أكسب عودها صلب، وعرفها بأعدائها عن قرب.
تقول د/ مريم:" لو أعيد الوقت أستغرب ردي على المحققين بهذا الذكاء، مثلًا عندما سألوني كم عملية عملت؟ قالت:" لم أمرض في حياتي" وكان هذا عبارة عن صفعة في وجه المحتل، فقد تدربت في الجبهة على مواجهة أساليب الجلادين".
أمّا في التعذيب النفسي والجسدي، كان يرافقها صوت والدتها "مريم لا تعترفي حتى لا تكوني خائنة للشعب" كان صوت أمها يتردد كصدى يحمل لها القوة كلما ازداد التعذيب..
وحكم عليها لمدة سنتين وغرامة أربعة آلاف ليرة إسرائيلية، وفي المحكمة كان لديها ثلاثة محامين، وكان محظورًا عليهم الحديث، لذلك كانت المدافعة الوحيدة عن نفسها، حيث خاطبت جمهور غزة وأمها "لا تهتموا، السجن يعلمنا من هم أعداؤنا، أتمنى أن يدخل شباب غزة وبناتهم للسجن ليعرفوا، اصبري يا أمي، فترة وستنتهي وأعود إليكِ"
كانت أصعب لحظات حياتها، عندما بصق عليها أحد العملاء الذين هددتهم ذات يوم وقال لها:" مخربة , إمنيح إلي اتخلصنا منك" ولم يهدأ لها بال إلا بعد أن وصل لها خبر تصفيته من الجبهة بعد إبعادها.
تجربة السجن بالنسبة لمريم مدرسة ثورية رائدة، كانت ضرورية لشق مجرىً جديدًا للنضال النسوي في ذلك الوقت، حيث الأسرة الواحدة والحالة الرائعة للأسيرات.
وبعد انتهاء السجن خرجت، مريم مساء يومٍ من رمضان، فكان خبر مغادرتها غزّة صادمًا لها، وعندما أخبروها طلبت أن تودع صديقاتها لكنهم رفضوا، مما أغاظها ولم يسمحوا لها أن تأخذ أوراقها وذكرياتها..
خرجت مريم من باب السرايا "سجن غزة المركزي"، دون أن تملك أي نقود للعودة إلى قريتها، لكن كرم أهل غزّة وانتظارهم للمفرج عنهم ساعدها بالعودة، حتى أن السيارة الخاصة التي حملتها إلى قريتها من غزّة كانت تحتفل بإطلاق أبواقها بتواصل..
لكن المحتل لم يمهل مريم لتأخذ نصيبها من فرحة الإفراج، بل خطط لإبعادها خلال 24 ساعة، كان ذلك القرار بمثابة إطلاق النار عليها، حيث اقتلعوها من جذورها بعيدًا عن الأهل والأحبة… والوطن.
امتلأت الشوارع في ليلة وداعها، من كل حدبٍ وصوب بالمودعين، حيث كانت المبعدة الأولى من القطاع، فجاء الجميع للمؤازرة ودعم الأهل، كان صوت السيارة التي تنقلها في الساعة الخامسة فجرًا في ذاكرة مريم بشعة لا وصف له – زمور الرحيل الأبدي – شتان بين البوق الأول الذي أخذها من باب السرايا والبوق الثاني..
ودعت الأهل والذكريات والشوارع وبقايا الصور، دون أن تستسلم بعدم عودتها، بل ذهبت وفي داخلها إصرار وإيمان على العودة حتى وإن طال الزمن أم قصر.
على جسر الأردن، لم يسمح لها الإسرائيليون بالدخول، ورفضوا عودتها إلى المناطق، وبين الشتات مكثت 11 يومًا على الجسر حتى استطاعت الجبهة الشعبية خطفها من هناك، وإدخالها إلى الأردن خفية؛ بسبب رفض السلطات الأردنية إدخالها في ذلك الوقت بسبب الاشتباكات بين المقاومة والجيش الأردني آنذاك.
وعندما صعدت إلى جيب عسكري للجبهة الشعبية، ورأت علم فلسطين ورفاق بالزيّ العسكري، شعرت بفرح شديد، كأن عمرها ابتدأ للتو بقاعدة عسكرية للجبهة ( دير علا ).
أطلق الرفاق الرصاص ترحيبًا بها، مما جعلها تشعر بفخر كبير بانتمائها وبرفاقها، غادرت مع رفاقها إلى عمان حيث بيت عمها الذي كان يجب أن تعيش فيه مختفية عن الأعين..
سألها الرفاق في عمان إن كانت تحتاج شيئّا، فكان كل ما تريده هو بارودة وبدلة عسكرية، ضحك الرفاق وأبلغوها بأن تنتظر وترتاح وكل شيء سيكون على ما يرام، تدبرت الجبهة أمور اقامتها وعلاجها من آثار الاعتقال والتعذيب..
بدأت الحملة الإعلامية لتعرية أساليب الاحتلال للاعتقالات وإبعاد الفتيات الفلسطينيات لمدة ليست قليلة، بعدها التحقت مريم بدورة تدريب مقاتلات في جرش حيث يوجد معسكرات للثورة الفلسطينية (منطقة جلعد) مع مجموعة من الفتيات، كانت تلك الدورة الثانية للفتيات في الجبهة.
انتهت الدورة وعادت إلى عمان حيث مكتب الحرس الأحمر للفتيات، وبدأت أحداث 10/2 – 4/11-7/6 كمقدمة لأحداث أيلول الأسود، كانت مريم مسئولة مجموعة عسكرية، ومبادرة مع رفيقاتها ورفاقها في الدفاع عن البندقية الفلسطينية في عمان، وكانت آخر المعارك العسكرية في أيلول لها الحظ الأوفر أن تكون مريم مع القائد الوطني الكبير وبقيادته الشهيد / أبو علي مصطفى القائد العسكري للجبهة آنذاك.
وبعد ذلك طورت تنظيميًا بفترة عام حتى تم تهريبا إلى لبنان، حيث كانت ظروف المقاومة صعبة للغاية بعد هزيمتهم في جرش وتبعثرها.
بدأت مريم مرحلة جديدة في العمل المقاوم في لبنان، حيث كانت من أوائل النساء العسكريات هناك في بداية الحرب الأهلية، فتدرجت من مسئول مجموعة إلى مسئولة محور الشياح للجبهة عسكريًا إلى مسئولة فصيل عسكري في القاسمة ووادي الجيلوا في لبنان في فترة الاجتياح الإسرائيلي عام 1976، وفي عاليه وشوف الغرب وفي حرب الجبل في لبنان في عام 1983أصبحت اسمًا مرموقًا على المستوى الوطني عسكريًا..
كانت كذلك من الناشطات الأوائل في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومن القيادة النسوية الأولى والمؤسسة للمرأة في الجبهة الشعبية وتتمتع بعلاقات جماهيرية وشعبية واسعة.
استفادت مريم من وقتها بشكلٍ كامل من خلال القراءة وتطوير الذات ساعدها على ذلك، رفاقها الذين شكلوا لها وطن وعائلة وقيادة حكيم الثورة جورج حبش، وأبو علي مصطفى ووديع حداد، وغسان كنفاني وأبو ماهر اليماني وهاشم علي محسن وأبو عيسى الطيراوي، بالإضافة إلى صابر محي الدين، أبو عذاب، أبو نضال المسلمي، أبو باسل ذيب وغيرهم الكثير … فقد لعبوا دورًا كبيرًا في بناء ملكاتها الفكرية وسلوكها الثوري.
وإضافة لما تملكه من رغبة ذاتية، فقد لعب الرفاق وخاصة الحكيم دورًا هامًا في استكمالها لدراستها، لقناعته الراسخة بأن الشخصية النضالية لا تتعارض مع امتلاك الشق الأكاديمي بل تعززها.
فبرزت مريم كطالبة تمثل بلدها أحسن تمثيل، تفوقت في دراسة الماجستير مما أهلها لمنحه على حساب البلغار لتكمل الدكتوراه بالفلسفة.
– أسست لجنة المرأة الأممية في بلغاريا وتجولت بقضيتها وقضية المرأة الفلسطينية في كل العالم وفي كل المنابر.
وعملت في كثير من مؤسسات العمل النسوي الفلسطيني والجبهاوي..
– مثلت فلسطين في العديد من الدول الغربية والعالمية، الأردن، سوريا، لبنان، تونس، تركيا، كوبا، بلغاريا، قطر، ليبيا، الجزائر، الدنمارك، ألمانيا، السويد، الصين.
– حصلت على دورات نظرية ونقابية عديدة محلية وعالمية في لبنان، تونس، تركيا، كوبا، بلغاريا، قطر، ليبيا، الجزائر، الدنمارك، ألمانيا، السويد، الصين>
– حصلت على عضوية شرف من الاتحاد النسائي البلغاري لنشاطها الفعال.
– حصلت على شهادة الدكتوراه بالفلسفة وكان عنوان أطروحتها ( تحرر المرأة من العادات والثقافة العربية) وأهدتها للمرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى.
– حصلت على شهادات تكريم من منظمات عديدة، عربية ودولية على جهودها ومبادراتها.
– أسست منظمات المرأة للجبهة في ليبيا وفي سوريا وكانت جزء من المؤسسين في لبنان.
– عضوًا في لجنة مقاطعة التطبيع.
– عضو مجلس إدارة لجنة مقاطعة الاستيطان.
– عضو في الهيئة العامة لاتحاد لجان العمل الصحي.
– عضو في الهيئة العامة للهلال الأحمر الفلسطيني غزة.
– رئيس مجلس إدارة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية.
– منسق جسر التواصل والمحبة من أجل فلسطين وصاحبة أول مبادرة خيمة الاعتصام (لوقف الاقتتال في غزة(
– برزت على الصعيد الإعلامي في مجالات متعددة.
– أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ( محافظات غزة (
– عضو هيئة إدارية في الاتحاد العام للمرأة ( فرع سوريا(
– عضو هيئة إدارية في الاتحاد العام للمرأة ( فرع ليبيا(
– مدير دائرة السياسات والاستراتجيات في وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة.
– عضو مكتب سياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
– عادت إلى أرض الوطن بعد غياب قصري استمر ثلاثين عامًا وذلك بطريق الخطأ، حيث حصلت على تصريح زيارة لأنها مبعدة ومحظور اسمها في الدفعات الرسمية.
– استقبلت كقائد وطني من الأهل والأصدقاء والرفاق والقوى الوطنية والإسلامية، وليس كامرأة.
غادرت مريم أرض الوطن فتاة صغيرة وعادت قائد وطني، غادرت ابنة أبو دقة وعادت ابنة الشعب الفلسطيني كله، كرمت من كل قوى الشعب وأبنائه كمناضلة فلسطينية ،غادرت طفلة لم تكمل دراستها بعد وعادت تحمل شهادة الدكتوراه.
واصلت رسالتها من أبناء وبنات شعبها وأوصلت رسالة المرأة الفلسطينية في أملها للوصول إلى وطنٍ حر وعدالة اجتماعية، كل ذلك عزز مكانها وكان مصدر اعتزاز وفخر لها ودافعية جديدة لأن تكون في قلب المسئولية الوطنية والعمل الدؤوب من أجل وحدة هذا الوطن وحريته.
إن كل الصعوبات والمشاكل التي واجهتها دفعتها للعمل والكفاح المستمر لتحسين وضع المرأة والعمل الدائم والتواجد بين الجماهير، وليس التقوقع والسلبية وجلد الذات..
في الوقت الراهن، وجدت أنها من خلال جمعية الدراسات النسوية تعمل على تحقيق حلم الوحدة والتحرير وذلك من خلال عمل الزملاء في مجلس الإدارة وطاقم الجمعية الإداري والمتطوعين وأصدقاء الجمعية لتحقيق الهدف والأمل بجعل المرأة مثالًا للتعالي على الحزبية والانتماء للوطن وخدمته تطبيقًا لشعار الجمعية "فلسطين فوق الجميع" وذلك لكل الإمكانيات وتسخير كل الموارد المتاحة لتحقيق الوحدة ونبذ الخلافات ورفع شأن المرأة في المجتمع وزيادة مشاركتها في القرار.